واقع العقارات السكنية في دمشق 2025
تشهد العاصمة السورية دمشق، بعد التحرير الذي تم في الثامن من ديسمبر 2024، مرحلة انتقالية معقدة تنعكس بوضوح على سوق العقارات السكنية. فقد أدت التغيرات السياسية والاقتصادية إلى حالة من الجمود في حركة البيع والشراء مرده تفاؤل عام انعكس على ارتفاع في الأسعار بعضها وصل إلى حد اللامنطقية ، مع نشاط ملحوظ في سوق الإيجارات، خاصة مع عودة السوريين من المهجر.
تاليا نستعرض واقع سوق العقارات السكنية في دمشق لعام 2025، مع تسليط الضوء على الأسعار، العوامل المؤثرة، والتوقعات المستقبلية.
جمود سوق البيع والشراء
منذ بداية سنة2025، يعاني سوق العقارات في دمشق من توقف شبه كامل في عمليات البيع والشراء، نتيجة لعدة عوامل رئيسية أهمها:
– توقف الدوائر الحكومية المسؤولة عن تسجيل الملكيات ونقلها منذ ديسمبر 2024، مما جعل المعاملات العقارية تعتمد على الثقة بين الأطراف مع ضمانات مؤقتة من الوسطاء حتى استئناف عمل المؤسسات الرسمية.
– ساهم تذبذب سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وقلة السيولة النقدية لدى المواطنين، في تعميق هذا الجمود
– إرتفاع الأسعار إلى ما يقارب ما كانت عليه عام 2010
فعلى الرغم من هذا الركود، لم تشهد الأسعار انخفاضًا في بعض المناطق بل على العكس ,ففي الأحياء الراقية مثل أبو رمانة والمالكي، تتراوح أسعار الشقق بين 300 ألف دولر إلى 5 مليون دولار وأكثر !، بينما في ضواحي مثل مشروع دمر وقدسيا، تتراوح الأسعار بين 70-500 ألف دولار حسب جودة الإكساء والموقع والمساحة.
انتعاش سوق الإيجارات
في المقابل، يشهد سوق تأجير الشقق السكنية نشاطًا كبيرًا، مدفوعًا بعودة أعداد كبيرة من السوريين إلى دمشق، سواء لزيارات طويلة أو للإستقرار الدائم بعد سنوات من النزوح. هذا الطلب المتزايد، إلى جانب نقص المعروض من الشقق الجاهزة بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في العديد من المناطق حول العاصمة وأغلب المدن، أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل كبير. ففي الأحياء الفاخرة مثل المالكي وكفر سوسة، تتراوح الإيجارات الشهرية بين 1300 إلى5000 دولار-شهرياٍ- للشقق الكبيرة (200+ متر مربع ) بإكساء فاخر،وفي بعض الأحياء الأخرى مثل المزرعة والشعلان والمهاجرين، تتراوح بين500و 1500 دولار. أما في الضواحي المحيطة مثل صحنايا عقربا والمعضمية، فتبدأ الإيجارات من 250 إلى 600 دولار شهريًا.
هذا الارتفاع في الإيجارات، الذي وصل إلى زيادات جاوزت ال 200% في بعض المناطق، يفاقم معاناة السكان ذوي الدخل المحدود، حيث تستهلك تكلفة الإيجار أكثر من نصف الدخل الشهري
العوامل المؤثرة على السوق
تتعدد العوامل التي تشكل واقع سوق العقارات السكنية في دمشق عام 2025
:فمنها على سبيل المثال لا الحصر
-ارتفاع تكاليف البناء الجاهز حالياً: فقد شهدت أسعار مواد البناء في فترة 2022-2024، مثل الحديد والإسمنت، ارتفاعًا كبيراً، مما رفع تكلفة تشطيب الشقق الجديدة
-تذبذب سعر الصرف: انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار أدى إلى تسعير العقارات بالدولار في كثير من الأحيان، مما يجعلها بعيدة عن متناول غالبية السكان.
-غياب التنظيم للشركات العقارية : فعدم وجود رقابة واضحة على السوق أو آلية تسعير يسمح بتسعير غير عقلاني يتيح للوسطاء الغير مؤهلين التلاعب بالأسعار بشكل ضار
-عودة المغتربين: الإقبال الكبير من العائدين زاد الضغط على سوق الإيجارات، خاصة في بعض المناطق
التوقعات المستقبلية
مع بدء مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، يتوقع الخبراء تقلبات كبيرة في سوق العقارات بدمشق خلال عام 2025، حيث ستعتمد الأسعار على استقرار الوضع السياسي والاقتصادي، ومدى نجاح مشاريع إعادة البناء. هناك مؤشرات على زيادة الاستثمارات في المشاريع السكنية والتجارية من قبل العديد من كبريات الشركات، خاصة في المناطق المتضررة مما قد يعزز العرض ويخفف الضغط على الأسعار. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضعف القدرة الشرائية للسكان، وعلى الأغلب بأن الحكومة ستتدخل لتنظيم السوق ودعم المواطنين عبر قروض عقارية أو برامج إسكان
نصائح للمشترين والمستأجرين
البحث الدقيق: قارن الأسعار بين المناطق المختلفة وتأكد من جودة البناء والخدمات و…الجيران إن أمكن .
التأكد من الأوراق القانونية: تحقق من صحة العقود وسلامة الملكية لتجنب المشاكل القانونية (سنفرد مقالاً تفصيلياً لاحقاً).
عدم التسرع: السوق متقلب والفرص موجودة، لذا دراسة الخيارات بعناية قد توفر فرصًا أفضل.
الاستعانة بخبراء عقاريين: التعامل مع شركات موثوقة يمكن أن يساعد في إيجاد العقار المناسب بأفضل سعر.
والأهم التأكد من حالة العقار الإنشائية: وذلك بسبب وجود الكثير من مخالفات البناء التي تمت والتي قد تؤثر على سلامة البناء وحياة ساكنيه
:والخلاصة
سوق العقارات السكنية في دمشق عام 2025 يعكس تحديات مرحلة جديدة، حيث يواجه ركودًا في البيع والشراء، وارتفاعًا في الإيجارات
لكن ,ورغم الأسعار المرتفعة، هنالك فرص استثمارية ,وهي ضمن شقين:
فرص موجودة حالياًبالفعل وفرص واعدة والتي ستأتي مع بدء إعادة الإعمار شريطة تحقيق الاستقرار الاقتصادي .وتنظيم السوق
على الراغبين في الشراء اتخاذ قرارات مدروسة والإستعانة بخبير لضمان استثمار آمن ومستدام في عاصمة تتطلع إلى نهضة جديدة